منتديات الملاك الحزين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى أهل البحرين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الملاك الحزين
المدير العام
المدير العام
الملاك الحزين


انثى
عدد الرسائل : 345
العمر : 30
الموقع : ....
العمل/الترفيه : ...
المزاج : حزينة
تاريخ التسجيل : 16/05/2008

بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي) Empty
مُساهمةموضوع: بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي)   بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي) Emptyالجمعة يوليو 17, 2009 5:33 am

بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي) 00000088

منطقة بربورة هي احدى القرى البحرانية المندثرة، اثيرت حولها ضجة كبيرة في الفترة العام الماضي حيث حاول جمع من نواب المراكز العامة تغيير هوية هذه المنطقة لطمس معالمها التراثية والتاريخية ولكنهم فشلوا في تغيير مسمىها الحقيقي من قرية بربورة الى هورة سند.

هذا الكتاب القيم يتحدث فيه الكاتب عن هذه المنطقة ويستعرض ابرز الجوانب التراثية والتاريخية لمنطقة بربورة بشواهد وادلة علمية ويستعرض تاريخ علمائها الاعلام وعدة جوانب ترتبط بهذه القرية المندثرة فشكرا



لك ايها الباحث -الاستاذ يوسف مدن النويدري- فجهدك محسوب عند الله ولن ننساه كذلك لن تنساه اجيالنا القادمة لانه يساهم في تثبيت هوية هذا البلد المهدد بتاريخه وتراثه في كل يوم. هذا الكتاب نشر في ملف خاص بصحيفة الوسط البحرينية.


بداية كلمة للدكتور منصور الجمري

«بربورة»… وإسكان القرى الأربع

قبل أكثر من 16 شهراً اكتملت 230 وحدة سكنية بمحاذاة النويدرات (وهناك عمارات سكنية في طور الاكتمال أيضاً)، وأهالي القرى الأربع المحيطة (النويدرات، العكر، المعامير، سند)، كانوا يتوسمون خيراً في وعود الحكومة، ولكنهم فوجئوا بعد أن اكتمل كل شيء بمن ينادي بالمحاصصة «الطائفية»، ويطالب بنصف الوحدات السكنية… والادعاء ذهب إلى أكثر من ذلك، إذ تم اختراع اسم «هورة سند» وقيل إن المحاصصة يجب أن تقسم على «هورة سند» وعلى القرى الأربع.

مسمى «هورة سند» ليس موجوداً من الأساس، وهذه المنطقة كانت تسمى فيما مضى «بربورة»، وقد اندمجت في العقود الماضية في نويدرات… ولكن هناك عوائل من «بربورة»، وهناك لقب البربوري، وهناك «مأتم بربورة» وكتب التاريخ المتوافرة لدى الأهالي وفي المكتبات تذكر هذا الاسم… وكانت توصف هذه القرية بأنها أرض خضراء وعيون وبساتين كثيرة.

اندثرت قرية بربورة في النصف الأول من القرن العشرين، واندمج أهلها في قرية النويدرات، ولعل الاندثار سببه أن العيون التي كانت تروي أراضي بربورة لم تعد متوافرة كما كانت في السابق، هذا في الوقت الذي بدأت نويدرات تنتعش بعد اكتشاف النفط في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، إذ التحق الكثير من سكانها بشركة نفط البحرين (بابكو)، وبدأ وضعها المادي يتحسن، ولذا بدأ انحسار «بربورة» الزراعية لصالح «نويدرات» الصناعية.

دارت الأيام ووصلنا الى مابعد الاصلاحات السياسية العام 2001، ووعدت الحكومة بحل جانب من أزمة السكن، وهكذا استخدمت هذه المنطقة (بربورة) لتوفير احتياجات السكن للأهالي الذين ينتظرون منذ سنين طويلة. لكن، وبعد أن اكتملت المساكن وإذا بالبعض يطالب بمحاصصة، ويخترع اسماً لم يكن موجوداً من الأساس ولا يرتبط بهذه المنطقة، ويطالب بنصف الوحدات السكنية.

أهالي القرى الأربع بدأوا اعتصاماً مفتوحاً منذ21 فبراير/شباط 2008 (وهو أطول اعتصام مستمر مازالت تشهده البحرين) بالقرب من الوحدات السكنية الجديدة، وهم يطالبون بحقهم بأسلوب حكيم، والأمل معقود في أن يتصرف الجميع على أساس وطني.

إن جميع أهل البحرين يستحقون الحصول على حقهم في السكن من دون محاصصة ومن دون غبن ومن دون تفضيل لفئة على أخرى، والحكومة تستطيع معالجة الأمور عبر الأساليب الرشيدة التي لا تترك مجالاً للأهواء والأحقاد بأن تبث بين الناس لتعطل إصلاح الأمور على أرض الواقع.

و «الوسط» تنشر هذه الوثيقة من تأليف أحد مواطني تلك المنطقة، لتوضيح تاريخ «بربورة» عسى ولعل يساهم هذا في إزالة العقبات التي منعت توزيع الوحدات السكنية لحد الآن.

منصور الجمري

يوليو 2009

مقدمة الكتاب

اتجه باحثون بحرينيون وغير بحرينيين إلى مصادر التراث الثقافي لعلماء البحرين وخاصة في عصور النهضة العلمية الدينية التي تألقت في القرون الهجرية الأربعة (من القرن العاشر إلى الثالث عشر) وذلك لدراسة موضوعات حيوية متصلة بهذا التراث لمعرفة خصائصه وعوامل نموه وتطوره، وأسباب تدهوره، والظروف التي أثرت سلباً على حركته، وكذلك لدراسة السيرة الذاتية لعلمائه وأعلامه وأدوارهم في التنمية الثقافية لمجتمع البحرين، وما قاموا به كذلك من أدوار حضارية في المجتمعات التي هاجروا إليها واستقروا في ربوعها، وقد تزايد الاهتمام بهذا التراث في السنوات الأخيرة، وأصبحت هذه المصادر ملجأ علمياً لباحثين وكفهم في دراسة موضوعات متصلة بتراث علمائنا الأبرار. ومنها على سبيل المثال:

- دور علماء الدين في مقاومة قوى الاحتلال البرتغالي للبحرين في القرن نهاية القرن السادس عشرالميلادي.

- الاحتلال العماني وآثاره التدميرية على الحركة العلمية في البحرين ف القرن الثامن عشر الميلادي.

- اتجاهات الفكر الأخلاقي لعلماء البحرين.

- دراسات عن السيرة الذاتية لشخصية علمائية.

- حركة التأليف في البحرين وأثرها على نضج الفكر الإسلامي.

- تصنيفات إنجازات علماء البحرين في العلوم الشرعية والعقلية.

- القرى البحرينية… المندثرة والعامرة وإسهامات علمائها في النهضة الثقافية.

- الأدوار الحضارية لعلماء البحرين في مجتمعات الهجـرة.

- الألقاب العلمية في الحوزات الدينية.

- طرائق التقويم العلمي في الحوزات العلمية والفقهية.

- السبق الإيماني لأهالي البحرين وفضلهم الروحي.

- الدراسات المنوعة عن شعراء البحرين وأدبائها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almalaak-alhazen.mam9.com
الملاك الحزين
المدير العام
المدير العام
الملاك الحزين


انثى
عدد الرسائل : 345
العمر : 30
الموقع : ....
العمل/الترفيه : ...
المزاج : حزينة
تاريخ التسجيل : 16/05/2008

بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي)   بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي) Emptyالجمعة يوليو 17, 2009 5:34 am

وقد ارتكزت دراسات هؤلاء الباحثين وأبحاثهم على توافر وخصوبة مصادر التراث الثقافي لعلمائنا في فترات من تاريخ بلادنا، ولولا هذه المصادر لنجح البعض في تغييب ملامحه، وإعاقة قدرته على الاتصال الفعال بحاضرنا والدفاع عن قضايا وحقائق يراد لها أن تقبر للأبد، فالباحثون يجدون ملاذهم العلمي الآمن عن التاريخ الثقافي لأعلام الثقافة الإسلامية في البحرين وقضاياه العقلية والأدبية والسياسية والرثائية المتصلة بها في كتب ذات أهمية كـ«علماء البحرين» للمحقق العلامة الشيخ سليمان بن عبدالله الماحوزي البحراني، وكتاب «اللؤلؤة» للشيخ يوسف آل عصفور، و«تتمة الآمل» للسيد محمد آل شبانة البحراني، و«الذخائر في جغرافيا البنادر والجزائر» للشيخ محمد علي بن الشيخ محمد تقي العصفور، و«أنوار البدرين» للشيخ علي بن حسن البلادي البحراني، و«منتظم الدرين في أعيان القطيف والإحساء والبحرين» للشيخ محمد علي التاجر.

كما اكتسب هذا التراث ثقته العلمية بمزيد من الدراسات عن جوانبه وقضاياه، وعن أعلامه الكبار الأبرار فوجدنا كتاب «حاضر البحرين وماضيها» للشيخ إبراهيم بن ناصر آل مبارك الهجيري التوبلاني البحراني، وكذلك سفر الأستاذ سالم النويدري بمجلداته الثلاثة الذي كان مثالاً للاهتمام بهذا التراث من خلال ما دونه من معلومات قيِّمة دوَّنها في كتابه « أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين خلال 14 قرناً » الذي صدر سنة 1992م، وبعض جهود المحققين البحرينيين كالذي فعله الشيخ عبدالجليل الزاكي بتحقيق كتاب «فهرست علماء البحرين» للشيخ سليمان الماحوزي، وغير ذلك من الدراسات التي يقوم بها باحثون للكشف عن إنجازات علمائنا وما تركوه من تراث ثقافي لايزال صداه مستمراً بتألق لقب «البحراني» حتى اللحظة الراهنة في كتب التراجم وفي الدراسات الفكرية والأدبية عن أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين.

إنَّ الباحث البحريني يملك بفخر مصادر نفيسة تتيح له ولمجموعات الباحثين المتأخرين دراسة التراث الثقافي لعلماء البحرين في القرون الهجرية الأربعة وما قبلها أو بعدها التي بلغت فيها البحرين أوج تقدمها الثقافي، وعرضت على العالم الإسلامي بخاصة في دول الجوار أسمى اجتهادات العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء وغيرهم، وأن يوظف مخزون هذه الثروة الفكرية التي لم يخلُ منها عصر من عصور التراكم التاريخي للثقافة الأدبية والإسلامية التي صنعها العلماء، حيث أخصب العقل البحريني ثقافتنا وأثراها بإنجازاتها، لهذا كانت هذه المصادر دائماً حركة فكر متجدد يساعد مختلف الباحثين على إعداد دراساتهم عن الجوانب المختلفة من تراثنا الثقافي وتعزيز ثقة الناس بمنجزاته.

ومما لا شك فيه أن هذه المصادر طالما أمكنت الباحثين على دراسة موضوعاتهم المختلفة المعبرة عن حيوية تراث علمائنا الثقافي، فإنها قد كانت أحد مصادرنا في التعرف على تاريخ مجتمعاتنا القروية المندثرة والعامرة، فالإشارات التي وردت في هذه المصادر عن قرية معينة حتى لو كانت غير قائمة فعلياً الآن فهي تعني حقيقة من الحقائق التاريخية التي شهد بها علماء بحرينيون كبار سابقون لأنهم عاشوها في الواقع التاريخي وسجلوها عن قرب، ونقلوها كإشارات من خلال ألقاب شائعة في مصادرهم، ومن الصعب على باحث مضلل التنكر للحقائق الدامغة طالما أن لها رصيداً كبيراً في هذه المصادر.

وأبرز الإشارات التي عرفنا فيها عدداً من القرى البائدة والمندثرة ما كان يستخدمه كتاب التراجم لعلماء بحرينيين من ألفاظ كالألقاب الدالة على انتماءات العلماء ونسبهم الوطني والعلمي، فاللقب «البحراني» شائع في هذه المصادر بلا استثناء، ولتحديد أكثر دقة يلحق به لقب واضح دال على القرية مثل « البربوري، الغريفي، الفاراني، الدونجي، الهلتي، الرويسي» وغيرها من أسماء قرى بحرينية اندثرت، فتساعد هذه الألقاب الجامعة بين مقر «السكن في قرية محددة» وبين اللقب على تحديد هوية العالم من جهة وعلى معرفة قرى مندثرة لم تعد الآن قائمة وغير موجودة إلاَّ من إشاعة ألقاب العلماء التي تنسبهم إلى قراهم الأصيلة، فيقال الشيخ محمد الفاراني، والشيخ ناصر البربوري، والشيخ محمد بن الحسن بن رجب الرويسي، والشيخ عبد الله الغريفي، والشيخ محمود المعني، فهذه ألقاب مأخوذة من أسماء قرى مندثرة، وألحقت بلقب « البحراني » لتحديد هوية العالم بدقة واضحة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almalaak-alhazen.mam9.com
الملاك الحزين
المدير العام
المدير العام
الملاك الحزين


انثى
عدد الرسائل : 345
العمر : 30
الموقع : ....
العمل/الترفيه : ...
المزاج : حزينة
تاريخ التسجيل : 16/05/2008

بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي)   بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي) Emptyالجمعة يوليو 17, 2009 5:35 am

وهكذا تمدنا مصادر دراسة التراث الثقافي لعلماء البحرين ببعض المعلومات اللازمة سواء ما يتعلق بوجود بعض القرى أو معرفة الظروف التي أدت إلى اندثارها سواء منذ زمن بعيد أو خرابها حديث عهد، أو من خلال ما قدمته هذه القرية من انجازات ثقافية، وما أنجبته من علماء وأساطين الحكمة والفقه والأدب والعلم، بل إن هذه المصادر تبين للقارئ الكريم الزمن أو المرحلة التاريخية التي زالت فيه قرية محددة وعوامل ذلك بإشارات مقتضبة غالباً، وبالتالي فإن هذه المصادر هي حاضنة التاريخ الثقافي لعلماء البحرين في عصور سابقة.

وما ذكرناه عن دور مصادر التراث الثقافي في معرفتنا بقرانا العامرة والمندثرة يمكن أن ينسحب على قرية «بربورة» التي كانت قائمة قبل أقل من قرن فخربت مع نهاية العقد الثاني من القرن العشرين، وكان خرابها حديث عهد، لكنها تركت وراءها تراثاً ثقافياً وتاريخاً ومنجزات مطوية في بطون الكتب والمصادر الثقافية أو تعبر عن نفسها في ألسن الناس وما تبقى من آثار، ويشهد هذا التراث في النهاية على وجودها، ويتجذر مع الزمان لمقاومة المشككين حتى بالغ المتطاولون عليها في الإنكار والإلغاء وتغيير الهوية بطمس الحقائق واختراع أسماء ومحاولة تأسيس تاريخ جديد على أنقاض التاريخ العريق للقرية الذي يرغب الناس في التكيف معه لأنه ذاتهم التاريخية، وتعبير عن انتمائهم الحضاري للبحرين.

إننا نود أن يتم التعامل مع عناصر هذا التراث كظواهر إيجابية ذات تأثير في العقل والتفكير، فتراث علماء بربورة يستبطن الإيجابية في خصائصه المتعددة، فهو عنصر قوة على وجود القرية والعلماء الذين أنجبتهم، فكل ما شهدت به مصادر التراث الثقافي لعلمائها هو وثيقة تاريخية على وجود كيانها كمجتمع منتج للثقافة الاجتماعية، كما استبطانها لعمليات ثقافية رسا عليها النشاط الثقافي هو الآخر ظاهرة إيجابية في هذا التراث، وتولد عن ذلك إيجابية ثالثة بانطواء هذا النشاط على استخدام أساليب تربوية وتعليمية حتى لو كانت مماثلة للأساليب السائدة في البيئات التعليمية البحرينية، وهكذا فإن جوانب مضيئة بعثت بإشعاعاتها إلينا وأطلت بظلالها الوارفة علينا.

وأخيراً فإنَّ الغاية الأساسية لمجموعة الأبحاث الواردة في هذا الكتاب هي التأكيد على الوجود التاريخي للقرية التي لا يود البعض أن يستمر ذكرها على ألسن الناس، وكذلك ربط الذات البحرينية الحاضرة بتاريخها الثقافي المجيد، ثم فتح عيني القارئ الكريم على حقائق يراد لها أن تغيب أبداً، وكشف ما تمكنّا من التعرف عليه من انجازات علماء قرية «بربورة» التي تلتصق بالنويدرات في خاصرتها اليمنى، والتأكيد على الجوانب المضيئة في تراثهم الثقافي عسى أن يستلهم الهمم ويجد العزائم، فيتابع المتأخرون أمجاد الماضين… فرسان المعرفة.

ويتطرق هذا الكتاب الى محاور الهدف منها التعريف بقرية «بربورة» المندثرة، والقرية البحرينية وأدوارها في التنمية الثقافية، وبربورة في مصادر المؤرخين والنساخين، وعلماء بربورة في كتب التراجم.، بالاضافة الىالجوانب المضيئة من التراث الثقافي لعلماء «بربورة».

والله وراء القصد ،،،،

يوليو 2009م

يوسف مدن

قرية بربورة ومحاولة تغيير هويتها التاريخية

التسمية:

بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي) 1075040710


لا أحد منَّا يجزم بأصل التسمية لهذه القرية البائدة أو البلدة التي «خربت» منذ عهد قريب على حد تعبير المرحوم الشيخ إبراهيم بن ناصر المبارك الهجيري التوبلاني البحراني، فـ «بربورة» كمنطقة عمرانية قديمة اسم تاريخي جذوره ممتدة في الوجدان الشعبي لإنسان هذا البلد وخاصة أبناء المنطقة الممتدة على الساحل الشرقي من خليج توبلي حتى قرية عسكر الشهداء، وخاصة أبناء النويدرات وسند والمعامير وتوبلي وجرداب وجدعلي، وهي اسم ذائع الصيت في تاريخ بلادنا، وخاصة بالنسبة لأجيال سابقة في منطقتنا، ولا تزال تردداته اللفظية ترن في أسماعنا منذ نعومة أظفارنا كما كان مسموعاً يطرق آذان من كان قبلنا، ولا يزال اسمها يتطاول في عمود الزمان، ويسمو على المشككين الساعين إلى طمس هويتها التاريخية.

إنَّ تسمية «بربورة» بالنسبة إلينا مبهمة وغامضة، وكل ما يقال بشأنها مجرد اجتهادات لا تحسم الأمر، وثمة تساؤلات افتراضية قد تكون ذات صلة بالجذور التاريخية للتسمية، ولكنَّها قد تفتح الباب بأي قدر، وتسمح لنا بالمرور والدخول إلى عالمها، ونتساءل:

- هل اسم بربورة بلفظها التاريخي هو لقب لشخص معيَّن كان أول من بدأ العيش على ترابها منذ قرون، فنسبت تسميتها إليه؟.

- هل أنَّ التسمية معبرة عن منطقة واسعة وممتدة جغرافياً، فكان الاسم للدلالة على امتدادها في البر من الشرق تجاه الغرب؟.

- وهل «بربورة» تعني في اللغة العربية «الأرض البائرة» كما ذهب الأستاذ سالم النويدري، وهو من الباحثين الذي أصبحت بحوثه ومؤلفاته من المصادر التاريخية المهمة التي نرجع إليها كباحثين عن تاريخ بلادنا الثقافي؟.

لقد أشار الأستاذ سالم النويدري إلى معنى «بربورة» اللغوي بأنها «الأرض البائرة» في إحدى محاضراته بمجلس فضيلة الشيخ محمد جعفر الجفيري الكائن بقرية الجفير في مساء يوم الأربعاء الموافق 23 أبريل/ نيسان 2008م، وقد سبق للأستاذ سالم أن كرر هذا المعنى عندما عرض مادته التاريخية عن بربورة من خلال شريط إلكتروني مصور في تجمع ثقافي عقد بمسجد الشيخ مؤمن رحمه الله بمنطقة بربورة نفسها بدعوة من شباب النويدرات وذلك في 1428هجرية، وأعاد تحديد اسمها في محاضرته بعنوان «قرى البحرين المندثرة» بمجلس الشيخ محمد جعفر الجفيري في التاريخ المذكور.

ولكن يلحظ أن ناقل المحاضرة الملخصة لم يحدد المصدر اللغوي الذي استند إليه الأستاذ سالم في التحديد اللغوي لمعنى بربورة ومدلولها، ولعل المحاضر أوضح ذلك في محاضرته، ولم ينقله الناقل أو تجاوزه الأستاذ سالم للتركيز على محاور من البحث ذات أهمية أكبر، ولنا أن نتساءل… هل يتسق المعنى اللغوي مع واقع الحال في قرية «بربورة» من ناحية اقتصادية ومن حيث جمالها الطبيعي وخصوبة تربتها الزراعية؟.

فمفهوم «الأرض البائرة» لا يتفق مع أرضها الخصبة، ولا مع شهادة المؤرخين والمعمرين وشاهدي العيان عن جمال قرية بربورة وخضرتها، وتدفق مياهها آنذاك ووفرة إنتاجها خلال فترة ازدهارها من الرطب والتمور ومحاصيلها الزراعية الأخرى كما شهدنا ذلك بأنفسنا، فالأرض البور في معناها اللغوي (أرض غير مزروعة) بخلاف الواقع الطبيعي والاقتصادي لـ «بربورة»، ومن هنا فإنه من الخطأ الاستناد دائماً لمعنى لغوي في فهم أسماء بعض القرى، ونحن ندرك الوعي الكبير للأستاذ سالم لهذه المسألة كباحث في التاريخ الثقافي لعلماء البحرين ومتخصص في الدراسات اللغوية أيضاً، فأحياناً تطلق أسماء قرى تأثراً بأسماء أشخاص أو مواقع أو أماكن، فتحتاج منا هذه الأسماء للإشارة إليها، ولنكن منصفين فإن باحثاً كالأستاذ سالم لا يوثق رأياً كالمعنى اللغوي لاسم قرية ما إلاَّ إذا وجد دليلاَ ينهض بتفسيره واجتهاده، ولكن القصور من طبائع الناس.

وقد عبَّر بعض الباحثين عن هذا الغموض وكأنه إشكالية فعلية، ونحن لا ننفيها، يقول أحد المهتمين بالتراث الثقافي الشعبي: «الاسم بربورة قديم جداً، لا نعرف له تاريخاً، وكل ما نعلمه ذكر في القرن السابع عشر الميلادي، ويبدو أن هذه التسمية أقدم من حاضرتها وهي النويدرات إلاَّ أن بربورة اعتبرت كجزء من قرية النويدرات» بعد زوالها وبقائها مجرد مزارع وبساتين خضراء وآثار مدمرة من الحصى المتهالك شاهدة على وجودها حتى سنين طفولتنا، بل وسنوات شبابنا الباكر، وكنَّا نأمل أن نعثر على خيوط أولية لأصل التسمية دونما حاجة لإثارة أسئلة أقرب إلى الخبط منها للتسمية الصحيحة، بيد أن الغموض قد يستثير الأذهان نحو البحث والتقصي حتى تتبين خيوط ضائعة ومبعثرة للحقيقة، وقد يكون في الزمن متسع لنا لمزيد من البحث لاحقاً لحسم الأمر.

ويلحظ أنَّ البعض من المؤرخين يكتب مرة «بربورة» في مصادرهم الثقافية بتاء مربوطة كما جاء في كتاب «حاضر البحرين» للشيخ إبراهيم المبارك الهجيري التوبلاني وفي كتاب الذخائر للشيخ محمد علي بن الشيخ محمد تقي آل عصفور، وحيناً يكتب الاسم من دون تاء مربوطة ويستعاض عنه بألف قد يكون نقلاً خاطئاً أو تصحيفاً أو خطأ مطبعياً، فيكتب لفظها هكذا «بربورا» كما في كتاب «الذخائر في جغرافيا البنادر والجزائر» للشيخ محمد علي بن الشيخ محمد تقي آل عصفور، وكذلك ما ذكره التاجر في كتابه «عقد اللآل في تاريخ أوال»، وقد تكررت كتابة اللفظين في بعض المخطوطات وكتب النسخ وبعض الوثائق الرسمية الحكومية بنفس الكتابات، وباختصار ساءلت نفسي…

- هل تعني بربورة (الأرض الممتدة) أو الشريط الأخضر الطويل كما يقال على لسان البعض أو هي الأرض البائرة كما نقل عن الأستاذ سالم النويدري في إحدى محاضراته أو هي قالب لفظي جميل نجهله؟.

ويفسر مفهوم «بربورة» بالأرض الممتدة كلمات وردت في ألفاظ اثنين من المؤرخين البحارنة ينتميان لأسرتين عريقتين، فالشيخ محمد علي آل عصفور رحمه الله يقول في ذخائره «إن بيوت أهل البحرين من قطع الجنوب كانت يومئذ متصلة من خلف قطع الجنوب إلى بربورة وإلى كرزكان» على حد تعبيره، وقد استقى هذه المعلومة من جده الشيخ يوسف آل عصفور صاحب الحدائق «قدس سره» في كشكوله.

ويفيد هذا الكلام بامتداد حدود «القرى المسكونة» جنوباً بين القريتين من بربورة شرقاً إلى كرزكان غرباَ، فإذا وقف الإنسان في بربورة ومدَّ بصره فسوف يجدها أرضاً ممتدة من جهات مختلفة، ولعل ما نفهمه من كلام الشيخ إبراهيم بن الشيخ ناصر آل المبارك بأن بربورة في الزمان القديم «بلاد كبيرة» تأكيده على هذا الامتداد الجغرافي ربما في شريط أخضر طويل، ولكنها نقطة البداية من خلف القطع الجنوبي على حد تعبير الشيخ يوسف العصفور، ومن هنا يحتمل امتدادها من الشرق تجاه الغرب أو جهات أخرى جنوباً وشمالاً بتداخل مجموعة قرى وتشابكها في حدود متصلة أو متقاربة، وبالتعبيرين يرسم المؤرخان خريطة للمناطق الآهلة بالسكان في جنوب ووسط البحرين آنذاك تمتد بين بربورة وكرزكان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almalaak-alhazen.mam9.com
عشقت الدموع عيناي
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 158
تاريخ التسجيل : 17/06/2008

بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي) Empty
مُساهمةموضوع: رد: بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي)   بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي) Emptyالخميس أكتوبر 15, 2009 4:59 am

يسلموووووووو
الله يعطيج العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بربورة القرية البحرانية المندثرة (كتاب توثيقي)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الملاك الحزين :: :.¤..:~(المنتديــ العامة ــات)~:..¤.: :: .ಌ. المنتدى السياسي .ಌ.-
انتقل الى: