بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
صمود رسول الله (صلى الله عليه واله) وبسالته في خوض معركة التغيير الإجتماعي الكبرى من أجل اخراج الناس من عبودية العباد إلى عبودية الله الواحد الأحد في واقع –بأجمعه – متألب عليه صاد عنه يكيد له ولدعوته...
أقول : إن ذلك التصميم الجبار لقلب الواقع الجاهلي وتغييره وفقا لأرادة الله تعالى ومنهاجه، إنما هو قمة الشجاعة التي لا تدانيها شجاعة ...
على أننا لو استقرأنا موقفه العسكرية خلال حروبه الدفاعية والهجومية لرأينا نمطا خاصا من الرجال لا يبلغ شأنه ولا يدرك مداه.
* صمود الرسول (صلى الله عليه واله) في معركة بدر وهي معركة فاصلة ومصيرية بجيشه الصغير : عدة وعددا، كان دليل شجاعة فائقة إذ لا يقدم عليها إلا من يملك نفسا لا تعرف الخوف أبدا..
* صمود رسول الله (صلى الله عليه واله) في معركة أحد بعد إنهزام اتباعه وبقاؤه في قلب الميدان يدير المعركة بنفر من أتباعه المخلصين كان بطولة يندر مثلها في التاريخ البشري.
* ثباته في معركة الأحزاب في مواجهة عشرة الآف مقاتل مع قلة جيشه المدافع ونقض اليهود المحالفين لحلفهم وانضمامهم الى الجيش الغازي وتحركات المنافقين في الداخل وتخلل الجبهة الداخلية الأمر الذي حكاه القرآن الكريم:
( إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب والحناجر وتظنون بالله الظنونا، هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) (الأحزاب 10-12).
* وفي حنين حين انهزم المسلمون شر هزيمة لم يثبت في الميدان غير رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلي (عليه السلام) والعباس ونفر من المؤمنين ولم ينتصر المسلمون إلا بعد استجابتهم لنداء الرسول (ص) الذي أثار الهمم وشحذ العزائم .
* وقد وصف الأمام القائد (ع) وهو بطل الإسلام المخلد في حروبه كلها – شجاعة رسول الله (صلى الله عليه واله) بقوله (كنا اذا أحمر البأس والتقى القوم، اتقينا برسول الله (ص) فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه) (أخلاق النبي وآدابه).