لقرب حلول شهر الحزن شهر محرم الحرام....

بسم الله الرحمن الرحيم
لا يوم كعاشوراء ولا ارض مثل كربلاء
لقد شاء الله ان تكون قضية الامام الحسين (علية السلام) استثنائية في كل جوانبها .ومن الاستثناءات التي تميز بها الامام الحسين (عليه السلام) شدة الحزن والبكاء عليه واقامة العزاء على مصابه ، وشد الرحال لزيارته في كل مناسبة مهمة ،فان ماورد من الحث على ذلك من النبي وسائر المعصومين (سلام الله عليهم ) بشان الامام الحسين (علية السلام )لم يرد في أي منهم ولا حتى في النبي صلى الله عليه واله نفسه ؛ فلقد ورد في الروايات الواردة عنهم (سلام الله عليهم )من الأجر لزائر الحسين ومعظم شعائره والمقيم العزاء عليه ما لم يرد مثله لغيره . فقد روي عن الامام الحسن المجتبى (سلام الله عليه) قوله لأخيه الامام الحسين (سلام الله عليه ) :
((لا يوم كيومك يا أبا عبد الله )) بحار الأنوار :ج ٤٥ ،ص ٢١٨
ومن هنا فان مقولة ((كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء ))التي تدور على بعض الألسنة غير صحيحة ،لأنها تتعارض مع ماورد من روايات المعصومين (سلام الله عليهم ) من انه لا ارض مثل كربلاء ولا يوم كعاشوراء .
وحيث ان تلك المقولة لم ترد من أئمتنا سلام الله عليهم فلا نقبل بها وان حاول بعض توجيهها ،
ويستفاد من روايات الائمة المعصومين سلام الله عليهم بوضوح انه لا ارض تبلغ شرافة ارض
((ان ارض الكعبة قالت :من مثلي وقد بنى الله بيته على ظهري وياتيني الناس من كل فج عميق وجعلت حرم الله وامنه، فاوحى الله اليها ان كفي وقري ، فوعزتي وجلالي مافضل مافضلت به فيما اعطيت به ارض كربلاء الا بمنزلة الابرة غمست في البحر فحملت من الماء البحر ، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك ولولا ما تضمنته ارض كربلاء لما خلقتك ولا خلقت البيت الذي افتخرت به ؛فقري واستقري (كامل الزيارات الباب ٨٨ ،فضل كربلاء ،ص ٤٥۰ ) وعن النبي (صلى الله عليه واله ) ـــ في حديث طويل ــــ ((...كربلاء .... وهي اطيب بقاع الارض واعظمها حرمة )) المصدر نفسة :ص٤٤٧
وفي حديث آخر:
((سلّط الله المشركين على الكعبة و ارسل الى زمزم ماءا مالحا حتى افسد طعمة )) المصدر نفسة:ص ٤٥٥
و من الواضح من الروايات ان الكعبة لم تفتخر على كربلاء بل افتخرت بنفسها فوبخها الله كذلك و جعل ماء زمزم الذي ينبع من حواليها مالحا و كأن المفهوم من الرواية ان الله تعالى اراد ان يظهر عظمة كربلاء و ان الفخر يليق بها فقط .
و بهذة المضامين وردت روايات مستفيضة فما الداعي لان يتحدث الانسان بكلمات تخالف روايات المعصومين(عليهم السلام) ثم ينشغل بتوجيهها؟