منطقة بربورة هي احدى القرى البحرانية المندثرة، اثيرت حولها ضجة كبيرة في الفترة العام الماضي حيث حاول جمع من نواب المراكز العامة تغيير هوية هذه المنطقة لطمس معالمها التراثية والتاريخية ولكنهم فشلوا في تغيير مسمىها الحقيقي من قرية بربورة الى هورة سند.
هذا الكتاب القيم يتحدث فيه الكاتب عن هذه المنطقة ويستعرض ابرز الجوانب التراثية والتاريخية لمنطقة بربورة بشواهد وادلة علمية ويستعرض تاريخ علمائها الاعلام وعدة جوانب ترتبط بهذه القرية المندثرة فشكرا
لك ايها الباحث -الاستاذ يوسف مدن النويدري- فجهدك محسوب عند الله ولن ننساه كذلك لن تنساه اجيالنا القادمة لانه يساهم في تثبيت هوية هذا البلد المهدد بتاريخه وتراثه في كل يوم. هذا الكتاب نشر في ملف خاص بصحيفة الوسط البحرينية.
بداية كلمة للدكتور منصور الجمري
«بربورة»… وإسكان القرى الأربع
قبل أكثر من 16 شهراً اكتملت 230 وحدة سكنية بمحاذاة النويدرات (وهناك عمارات سكنية في طور الاكتمال أيضاً)، وأهالي القرى الأربع المحيطة (النويدرات، العكر، المعامير، سند)، كانوا يتوسمون خيراً في وعود الحكومة، ولكنهم فوجئوا بعد أن اكتمل كل شيء بمن ينادي بالمحاصصة «الطائفية»، ويطالب بنصف الوحدات السكنية… والادعاء ذهب إلى أكثر من ذلك، إذ تم اختراع اسم «هورة سند» وقيل إن المحاصصة يجب أن تقسم على «هورة سند» وعلى القرى الأربع.
مسمى «هورة سند» ليس موجوداً من الأساس، وهذه المنطقة كانت تسمى فيما مضى «بربورة»، وقد اندمجت في العقود الماضية في نويدرات… ولكن هناك عوائل من «بربورة»، وهناك لقب البربوري، وهناك «مأتم بربورة» وكتب التاريخ المتوافرة لدى الأهالي وفي المكتبات تذكر هذا الاسم… وكانت توصف هذه القرية بأنها أرض خضراء وعيون وبساتين كثيرة.
اندثرت قرية بربورة في النصف الأول من القرن العشرين، واندمج أهلها في قرية النويدرات، ولعل الاندثار سببه أن العيون التي كانت تروي أراضي بربورة لم تعد متوافرة كما كانت في السابق، هذا في الوقت الذي بدأت نويدرات تنتعش بعد اكتشاف النفط في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، إذ التحق الكثير من سكانها بشركة نفط البحرين (بابكو)، وبدأ وضعها المادي يتحسن، ولذا بدأ انحسار «بربورة» الزراعية لصالح «نويدرات» الصناعية.
دارت الأيام ووصلنا الى مابعد الاصلاحات السياسية العام 2001، ووعدت الحكومة بحل جانب من أزمة السكن، وهكذا استخدمت هذه المنطقة (بربورة) لتوفير احتياجات السكن للأهالي الذين ينتظرون منذ سنين طويلة. لكن، وبعد أن اكتملت المساكن وإذا بالبعض يطالب بمحاصصة، ويخترع اسماً لم يكن موجوداً من الأساس ولا يرتبط بهذه المنطقة، ويطالب بنصف الوحدات السكنية.
أهالي القرى الأربع بدأوا اعتصاماً مفتوحاً منذ21 فبراير/شباط 2008 (وهو أطول اعتصام مستمر مازالت تشهده البحرين) بالقرب من الوحدات السكنية الجديدة، وهم يطالبون بحقهم بأسلوب حكيم، والأمل معقود في أن يتصرف الجميع على أساس وطني.
إن جميع أهل البحرين يستحقون الحصول على حقهم في السكن من دون محاصصة ومن دون غبن ومن دون تفضيل لفئة على أخرى، والحكومة تستطيع معالجة الأمور عبر الأساليب الرشيدة التي لا تترك مجالاً للأهواء والأحقاد بأن تبث بين الناس لتعطل إصلاح الأمور على أرض الواقع.
و «الوسط» تنشر هذه الوثيقة من تأليف أحد مواطني تلك المنطقة، لتوضيح تاريخ «بربورة» عسى ولعل يساهم هذا في إزالة العقبات التي منعت توزيع الوحدات السكنية لحد الآن.
منصور الجمري
يوليو 2009
مقدمة الكتاب
اتجه باحثون بحرينيون وغير بحرينيين إلى مصادر التراث الثقافي لعلماء البحرين وخاصة في عصور النهضة العلمية الدينية التي تألقت في القرون الهجرية الأربعة (من القرن العاشر إلى الثالث عشر) وذلك لدراسة موضوعات حيوية متصلة بهذا التراث لمعرفة خصائصه وعوامل نموه وتطوره، وأسباب تدهوره، والظروف التي أثرت سلباً على حركته، وكذلك لدراسة السيرة الذاتية لعلمائه وأعلامه وأدوارهم في التنمية الثقافية لمجتمع البحرين، وما قاموا به كذلك من أدوار حضارية في المجتمعات التي هاجروا إليها واستقروا في ربوعها، وقد تزايد الاهتمام بهذا التراث في السنوات الأخيرة، وأصبحت هذه المصادر ملجأ علمياً لباحثين وكفهم في دراسة موضوعات متصلة بتراث علمائنا الأبرار. ومنها على سبيل المثال:
- دور علماء الدين في مقاومة قوى الاحتلال البرتغالي للبحرين في القرن نهاية القرن السادس عشرالميلادي.
- الاحتلال العماني وآثاره التدميرية على الحركة العلمية في البحرين ف القرن الثامن عشر الميلادي.
- اتجاهات الفكر الأخلاقي لعلماء البحرين.
- دراسات عن السيرة الذاتية لشخصية علمائية.
- حركة التأليف في البحرين وأثرها على نضج الفكر الإسلامي.
- تصنيفات إنجازات علماء البحرين في العلوم الشرعية والعقلية.
- القرى البحرينية… المندثرة والعامرة وإسهامات علمائها في النهضة الثقافية.
- الأدوار الحضارية لعلماء البحرين في مجتمعات الهجـرة.
- الألقاب العلمية في الحوزات الدينية.
- طرائق التقويم العلمي في الحوزات العلمية والفقهية.
- السبق الإيماني لأهالي البحرين وفضلهم الروحي.
- الدراسات المنوعة عن شعراء البحرين وأدبائها.